الجمعة، 4 يناير 2013

اختلاف لغه التواصل بينك وبين جوزك....


هل أنت وزوجك تتشاجران دائماً؟ لكى تتوقفا عن التشاجر وتبدءا فى التواصل البناء، يحتاج كل منكما لفهم لغة الآخر.
كثيراً ما يتشاجر الزوجان ويشعران بالغضب بسبب العديد من الأشياء دون التوصل إلى حلول ترضى الطرفين: إما عدم وصول الطرفين لأى قرار على الإطلاق، أو أن أحد الطرفين يتغلب على الطرف الآخر، والنتيجة هى عدم شعور أى من الطرفين بالسعادة أو الراحة. حقيقة المشكلة لا تكمن فى سبب الخلاف ولكن فى عدم القدرة على التواصل بشكل واضح ومناسب.
إن التواصل هو الركن الأساسى فى العلاقة الزوجية، فهو يقوى الثقة بين الطرفين كما يسمح لكل منهما بالاحتفاظ بشخصيته المنفردة، وأيضاً هو وسيلة يمكن عن طريقها إشراك من يجب أن يكون أفضل صديق لك – زوجك – فى مشاكلك، أحزانك، مخاوفك، آمالك، ونجاحك.
عادةً لا تشعر المرأة بمشكلة فى التحدث مع امرأة أخرى، كما لا يشعر الرجل بمشكلة فى التحدث مع غيره من الرجال، فلماذا إذن توجد مشكلة كبيرة فى التواصل بين الرجال والنساء؟ يجيب الخبراء بأن ذلك يرجع ببساطة إلى اختلاف أسلوب كل منهما فى التواصل.
فيمَ يختلف الرجال والسيدات يقول الخبراء أن الرجال يتواصلون لتبادل المعلومات، فالمهم بالنسبة لهم هو الموضوع الذى يتحدثون فيه، بينما تتحدث السيدات لبناء الوفاق والمودة. بوجه عام، يتحدث الرجال عن الأشياء – العمل، الرياضة، والطعام – أكثر من حديثهم عن الأشخاص، فهم يهتمون بالحقائق دون تفاصيلها أى يسعون للوصول إلى الهدف. الرجال يركزون على حل المشاكل وعادةً لا يطلبون المساعدة أو التوجيه، فهم يتنافسون. أما النساء تتحدثن عن الأشخاص، وتهتممن بالمشاعر والتفاصيل وتهتممن ببناء العلاقات. النساء أسرع فى طلب المساعدة والتوجيه وتقبلهما، كما أنهن تتسمن بالتعاون. الرجال يرتبطون مع الآخرين من خلال المهام والأنشطة المشتركة مثل ممارسة الرياضة، أما السيدات فترتبطن من خلال الحديث.
   تلعب تقاليدنا أيضاً دوراً هاماً فى زيادة الاختلاف بين الرجال والنساء لأن تقبل المجتمع لسلوكيات معينة يختلف تبعاً لكون صاحب تلك السلوكيات ذكر أم أنثى. على سبيل المثال، كثيراً ما يعطى الأبوان لأطفالهما الانطباع بأنه لا بأس بأن يصيح الولد وأن تبكى البنت، ولكن ليس العكس. يوضح الخبراء بأن ذلك يرجع إلى أن الذكور فى مجتمعنا ينظر إليهم على أنهم يتسمون بالعنف، الاستقلالية، والسلوك العملى الذى لا تؤثر فيه العواطف، وعلى ذلك فكثير من الناس يعتبرون أنه مقبول من الرجل أن يظهر غضبه وعنفه، لكن ينظر إلى الإناث على أنهن ضعيفات، لا تستطعن الاعتماد على أنفسهن، ولا تتسمن بالمنطق مثل الرجال. هذه التوقعات والقيم يتم تعليمها للأطفال ويتم اتباعها فى تربيتهم وتنشئتهم وبالطبع يتشربون تلك التقاليد ويسلكونها عندما يكبرون. فى الوقت نفسه لا تشجع تقاليدنا الذكور على التعبير عن مشاعر أخرى كمشاعر الضعف أو الاحتياج ولذلك فهم يكونون أقل قدرة من الإناث على اتباع أساليب معينة فى التواصل.
تختلف بشدة أيضاً طريقة تعامل كل من الرجال والنساء مع المشاكل التى يواجهونها. أن الرجال يفضلون الابتعاد عن الناس عند التعرض إلى ضغوط لأنهم نشأوا على الاعتقاد بأنهم يجب أن يكونوا مستقلين وقادرين وبالتالى فهم يشعرون أنه يجب عليهم أن يحلوا مشاكلهم بأنفسهم. أما السيدات فعندما تتعرضن لضغوط تتحدثن، لسببين: أولاً، لأن بناء الترابط بينهن يأتى عن طريق المشاركة فى المشاعر والمشاكل. ثانياً، أنهن أكثر ميلاً للكلام، والحديث عن المواضيع يساعدهن فى التفاعل معها وفهمها.

التحدث بنفس اللغة
هذه الاختلافات تؤثر على التواصل بين الطرفين: فهم ببساطة يتحدثون بلغات مختلفة. يوضح الخبراء أنه لكى نتواصل بشكل فعال مع الطرف الآخر، يجب أن نفهم لغته. كثير من المواقف اليومية التى تحدث قد تظهر عدم قدرة الطرفين على التواصل. على سبيل المثال عندما تسأل الزوجة زوجها عن يومه كيف كان ويرد عليها بإجابة مقتضبة بأنه "كان على ما يرام"، فيجب أن تفهم الزوجة أن كون زوجها لم يحكى لها التفاصيل لا يعنى أن حبه لها قد قل ولكنها فقط طريقة الرجل فى التواصل: إعطاء نتائج دون الدخول فى تفاصيل.
على الجانب الآخر، أحياناً لا يفهم الزوج احتياجات زوجته. على سبيل المثال قد يغضب لأنه يرى أن زوجته تتحدث فى التليفون أكثر من اللازم. يجب أن يفهم الزوج أن الزوجة تتحدث لبناء المودة ولاحتياجها للمساندة. هذه هى طريقة السيدات فى إقامة العلاقات مع غيرهن. عادةً تكون أحاديث الرجال قصيرة لأنهم يتبادلون الحقائق ثم لا يجدون ما يقولون أكثر من ذلك، بينما تتحدث السيدات لفترات أطول لأنهن تدخلن فى التفاصيل وتقمن بمناقشة المشكلات والمشاعر. من المواقف التى تحدث كثيراً أيضاً هو أن يعود الزوج إلى البيت بعد يوم عمل طويل وتبدأ الزوجة فى سرد كل المشاكل التى واجهتها خلال اليوم بالتفصيل. الزوج عادةً لا يحب ذلك، لكنه يجب أن يحاول تفهم أن زوجته تحتاج للتحدث لأن هذه هى طريقة النساء فى حل المشكلات. وفى نفس الوقت يجب أن تفهم الزوجة أن زوجها يحتاج لبعض الهدوء والسكينة ولا يريد أن يستمع لأى مشاكل فى الحال، أما إذا كانت مشاكل مهمة فهو يريد أن يعرف الخلاصة وليست التفاصيل.
عندما تعرفين كيف يختلف كل من الرجل والمرأة فى أسلوبهما فى التواصل، سيساعدك ذلك على فهم الطرف الآخر أكثر، كما سيساعدك على توضيح منظورك للأمور عندما لا يفهمك الطرف الآخر. بسبب هذه الاختلافات يكون من الطبيعى أن زوجك قد لا يفهمك أحياناً، وضع هذا فى الاعتبار شئ هام جداً لكى لا تتهمى زوجك بعدم شعوره بك أو عدم اهتمامه بك.  يجب أن تشرحى وجهة نظرك للطرف الآخر بدلاً من افتراض أنه يعرف ما تشعرين به.
إن الرجل والمرأة مختلفان ولكن هذا الاختلاف ليس شيئاً سيئاً ولا يعنى الاختلاف أن أحدهما أفضل من الآخر أو أن أحدهما على صواب دائماً والآخر مخطئ دائماً، فبالتفاهم وبذل بعض الجهد يمكن لكل منا أن يتحدث بلغة الآخر.

التفاهم ينصح الخبراء بأن تضعا النقاط التالية فى الاعتبار من أجل الوصول لتواصل أفضل بينكما:
لكل منكما شخصيته المنفردة. بالإضافة إلى الاختلافات بين الرجل والمرأة، يشير جو سابا أن هناك سبب آخر لوجود صعوبة فى التواصل بين الزوجين خاصة فى بداية زواجهما وهو ببساطة أنهما شخصان مختلفان، فكل من الطرفين يذهب إلى بيت الزوجية حاملاً أمتعته وأيضاً حاملاً ثقافته، معتقداته، تعليمه، أسلوب حياته، ..الخ, لا يوجد شخصان متشابهان تماماً. ينصح الخبراء باللجوء إلى استشارة زوجية فى فترة الخطوبة حتى يتم مناقشة الأمور الخاصة بالتواصل والعلاقة بين الطرفين، ولكن لقلة عدد المتخصصين فى هذا المجال فى مصر قد لا يكون متاحاً لأغلب الناس الحصول على هذه الاستشارات، ولكن على الأقل يجب أن يقضى الطرفان (سواء فى فترة الخطوبة أو بعد الزواج) وقت للحديث بصدق عن نفسيهما وعن حياتهما.
لا يجب أن يكون الزواج معركة. الزواج يعنى المشاركة، الاهتمام، والمساندة، ويجب أن يحاول كل طرف فهم الطرف الآخر بالإصغاء إليه دون القيام دائماً بتقييم ما يقوله أو الحكم عليه. يضيف الخبراء أنه تبعاً للأبحاث التى أجريت على بعض الأزواج فقد وجد أن أكثر الزيجات نجاحاً هى التى تتسم بوجود توازن فى قوة شخصية كل من الطرفين، وذلك يتضمن وجود توازن بين الطرفين فى اتخاذ القرارات.

 التوقيت مهم: يجب التفكير فى الوقت والكيفية التى يبدأ فيها أحد الطرفين مناقشة موضوع معين محل خلاف بينهما. على سبيل المثال بداية مثل هذه المناقشة بعد يوم عمل شاق غالباً لا يكون التوقيت السليم. أيضاً تجنبا مناقشة الأمور الحساسة عندما يكون أحد الطرفين عصبياً أو غاضباً، انتظرا حتى تهدءا.
سمسم هانم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق