الجمعة، 4 يناير 2013

أنا مصاب بالسكر؟

 

 أنا مصاب بالسكر؟

 

أول ما يُصاب أي شخص بكثرة العطش و شرب الماء و كثرة التبول ليلاً, يتبادر إلى ذهنه بأنه مُصاب بالسكر. والدارج بأنه سوف يعمل تحليل لمستوى السكر صائماً أو بعد الأكل بساعتين أو عشوائياً. أحياناً نتائج هذه التحاليل لا تكون حاسمة من ناحية التشخيص ويحتار المريض حيث يقول له البعض بأنك مُصاب بالسكر و غيره يقول له بأنك طبيعي, و هذه المُشكلة تنتج من وجود حالة تُسمى بضعف تحمل الجلوكوز (السكر) Impaired Glucose Tolerance (IGT), و هي حالة بين مرض السكري و الطبيعي و تحدث في 5% من الناس و يكونون لديهم نفس خطورة مرضى السكر من حيث أمراض القلب و الشرايين. و يُعتبر ضعف تحمل الجلوكوز عامل خطورة للإصابة بمرض السكر و خاصة مع وجود السمنة و الخمول و الكسل (عدم ممارسة الرياضة).
و أفضل تحليل للتأكد من ذلك و لحسم التشخيص هو تحليل تحمل الجلوكوز Glucose Tolerance Test )GTT) , وطريقته بأن يكون الشخص صائماً لمدة أقلها 12 ساعة و تُؤخذ منه عينة دم و هو صائم و من ثم يُعطى محلول عبارة عن 75 جرام من الجلوكوز المُذاب في 300 مليليتر من الماء, ثم تُخذ منه عينة دم ثانية بعد ساعتين من شرب المحلول ويُقاس مستوى السكر في العينتين
وغالباً ما يرافق مرض السكر إرتفاع في ضغط الدم, في عمر 40 سنة, 32% من مرضى السكر النوع الثاني مصابين بإرتفاع ضغط الدم كذلك, و ترتفع هذه النسبة إلى 47% في عمر 60 سنة. إرتفاع ضغط الدم يزيد من خطورة الإصابة بإعتلال (مرض) الأوعية الدموية الدقيقة Microvascular Disease و الذي يسبب مرض إعتلال شبكية العين السكر, والسيطرة على ضغط الدم (تخفيضه) يقلل من خطورة الإصابة بهذا المرض.
وهذا ما أثبته الباحثون من مركز أوكسفورد لمرض السكر و الغدد الصماء و التمثيل الغذائي
Oxford center for Diabetes,Endocrinology, and Metabolism في الدراسة التي أجريت على 1148 شخص مصابين بإرتفاع ضغط الدم و السكر, و متوسط العمر كان 56 سنة. قسم الباحثون المرضى إلى مجموعتين, مجموعة (750 مريض) سُيطر فيها على ضغط الدم بشدة (أقل من 85/150) و المجموعة الثانية (390 مريض) أقل سيطرة على ضغط الدم (105/180).
بعد مرور 4 سنوات و 5 أشهر على الدراسة, وجد الباحثون بأن 23,3% من مرضى المجموعة الأولى حدث لديهم إعتلال أوعية دموية دقيقة في العين مقارنة ب 33,5% من المجموعة الثانية.
لذا إذا كنت مُصاب بالسكر و إرتفاع ضغط الدم, فلا تتهاون في السيطرة على ضغط دمك أبداً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق