الجمعة، 4 يناير 2013

بنتي عندها سنتين ومش طايقة البيت

بنتي عندها سنتين ومش طايقة البيت

أنا باجيب لها لعب بس باحس إنها زهقانة برضو
أنا باجيب لها لعب بس باحس إنها زهقانة برضو
السلام عليكم.. أنا عندي مشكلة مع بنتي عمرها سنة و10 شهور، من وهي صغيرة وهي بتحب التليفزيون، أو بمعنى أصح أنا عوّدتها عليه لأني محبوسة في البيت، جوزي دكتور ودايما بيسافر وبيكون مشغول في العيادة، ولما باقوله نخرج شوية مش بيرضى خالص وبيطلّع أي حِجّة.

وكمان أنا ساكنة مع حماتي في بيت عيلة، لو خرجت هي بتزعل وبتقلّب عليّ مش عايزاني أخرج، وبتخاف جدا على بنتي من أي حد وبتخاف تتحسد، وجوزي بيرفض إني أخرج لوحدي لأني مش باعرف أماكن للخروج، وكمان أنا ساكنة في منطقة ريفية مش فيها أي وسائل للترفيه، مافيش غير السوق اللي باروحه.

طبعا أنا لما ولدت كانت نفس الحبسة، مافيش حاجة أعملها معاها غير إني أشغّل التليفزيون على أغاني الأطفال زي طيور الجنة وغيرها وهي بتحبهم جدا واتعلّقت بالتليفزيون، وهي مش بتتكلم مع حد خالص ودايما منتبهة للتليفزيون.

أنا باجيب لها لعب بس بتلعب بيهم قدام التليفزيون وباحس إنها زهقانة من الشقة لو خرجت بيها نشترى أي حاجه بتعيط ومش عايزة تطلع البيت.

أنا زعلانة علشانها وفي نفس الوقت مش عارفة أعمل لها إيه، وكمان هي متأخرة في الكلام وأكيد ده بسبب التليفزيون، مش بتقول غير بابا وماما ونانا بس، لما بتكون عايزة تشرب بتجيب زجاجة المية ليّ علشان أشرّبها.

مش عارفة أعمل إيه ولو منعت التليفزيون إزاي أعوّضها عنه وإحنا مش بنطلع من البيت؟
المشكلة إنها مش بتندمج مع الناس لما بنشوفهم وبتخاف وتفضل تعيّط علشان أشيلها، بس لما نكون في البيت بتجري وتلعب.

وكمان فيه مشكلة.. فيه أغاني كانت بتحبها جدا وتفضل تضحك وتجري فيها، وجت فترة وبقت لما تشوف الأغاني دي تعيط وتجري تستخبى منها في أي حتة وتسد ودنها وتعيط، إيه السبب؟ وليه بقت تخاف كدا؟ وهل طفلة عمرها سنة و10 شهور تعرف الخوف؟

وعايزة أعرف هل هي متأخّرة في الكلام؟ وإمتى أقلق عليها لو اتأخرت في الكلام؟ متأسفة على الإطالة في الرسالة.. وجزاكم الله خيرا.

.......................................................................................................................................................................


أختي الكريمة، حفظ الله ابنتك وبارك لك فيها، والحقيقة أن الطفل يحتاج إلى مناخ محفّز له حتى تنطلق قدراته وتتطور كل ملكاته، فيزداد نموّه العاطفي والعقلي واللغوي والإدراكي، والحركي وغيره، وما تتحدثين عنه من مناخ للحياة يحيط بابنتك يقلل من فرص انطلاق هذا النمو، ناهيك بما لمسته بوضوح من حالتك النفسية التي تمرين بها بسبب هذا الوضع الراكد الذي تعيشينه، والذي لن يخفى شئتِ أم أبيتِ عن ابنتك، لأنها ستشعر بضيقك واكتئابك من عدم وجود أي نشاط يمكنك القيام به، وبالتالي سينتقل إليها مللك وحزنك، فانتبهي.

والحقيقة الثانية والتي أتصور أنها الأكثر أهمية، هو أن ما تعيشينه من مناخ لك فيه دور كبير ولكنك لا ترينه.

فمثلا يمكنك من خلال خروجك البسيط للسوق أن تسألي عن مكتبة تحوي قصصا أو كتبا تربوية أو مرئيات مجسّمة موجّهة للأطفال أنفسهم في تلك السن لتحكيها لابنتك، أو حتى لتطوري نفسك أنت تربويا، فتتعلمي كيف تتعاملين مع مشكلات طفلتك، وكيف تتعرفين على خصائص المرحلة السنية التي تمر بها، وغيره من الأمور المفيدة.

وحتى لو تعذّر وجود تلك المكتبة يمكنك الحصول على هذه المعارف من خلال الإنترنت من المواقع التربوية المتخصصة، والتي تعرض آراء المتخصصين وحل مشكلات الطفل من خلال سنوات عمره.

وأهمس لك في أذنك أنك يمكنك بعلاقتك الجيدة مع أم زوجك وذكائك في التواصل معها أن تتمكني من الحديث معها حول احتياجات طفلتك، لتتمكني من الخروج بها لترفيهها ولتبدئي بمكان قريب ولوقت قصير، وأنك مثلا ستحصنينها بالأذكار وأنه سبحانه خير حافظ، فتثبتين لها أنها تخاف أكثر من اللازم، وتدرجي حتى تتأقلم على ذلك، وبمرور الوقت تتحدثين مع زوجك حول أهمية قيام ابنته بأنشطة لتحرك مواهبها وتكتشفها وتطور نموّها.

واجعلي هذا الموضوع هو الموضوع الرئيسي الذي تحدثينه فيه بطريقة لبقة ومقنعة، فاذكري له أنك مثلا شاهدت برنامجا تحدّث عن مدى أهمية الأنشطة للأطفال، وخروجهم للتعرف على الحياة، وأن تواصل الطفل مع آخرين يحفّز لديه النمو ويجعله أكثر قدرة على الانطلاق في الحديث.

ولا تيأسي ولا تركني إلى ذلك حتى لا تتحول ابنتك إلى شخص انطوائي بالفعل يخاف من كل شيء وأي شيء، فيخرج للحياة لا يملك خبرة في أبسط الأمور، فلا خبرة في تعامل ولا دراسة ولا تفكير ولا غيره، وللأسف هناك الكثير ممن أحدّثك عنهم كذلك، لأنهم اختاروا وأقول اختاروا أن يركنوا إلى تلك الظروف.

فالفرصة أمامك الآن لتتعلمي القرب والود في الحوار مع زوجك لإقناعه، واختاري الوقت والطريقة المناسبة، وسيظل هذا هو الجهد المطلوب منك حتى تحصلين عليه بهدوء وود، وحتى يحدث ذلك يمكنك القيام بالآتي:

- التحكم في وقت مشاهدتها للتليفزيون، فهو يؤثر على إدراكها ويسلبها استخدام ملكاتها وحواسها طوال فترة المشاهدة، وهذه نتائج لدراسات حديثة غربية تحدثت باستفاضة عن أثر المشاهدة المستمرة للتليفزيون، وما له كذلك من أثر في تراجع استخدام اللغة والتدريب عليها، لأنها تصمت معظم الوقت، وكذلك نوع المشاهدة التي تراها، فقد ترى مشاهد عنيفة أو غير لائقة وبمرور الوقت يكون لها أثر عليها، ولكن هذا التحكم يجب أن يقابله بدائل جذابة وحسية، كاللعب معها ألعاب مفيدة بها حركة ونشاط وتفكير وحديث، أو تقصين لها قصصا تجذبها، أو أنشطة مساعدة لك في البيت حسب قدرتها معك مع إجراء أحاديث بينكما طول الوقت، وستجدين فرقا كبيرا.

- يمكنك تعمّد وجودها وسط أطفال العائلة في مرة من مرات التجمع، أو التواصل مع أقربائكم ليستمر وجود مناخ التحفيز على الحديث، ويمكنك تخيّر أحد هؤلاء الأطفال ممن تألفهم ابنتك ليقوم معها بدور مهم بعد ذلك، اسمه "الأستاذ المشارك" وسأوضح لك ما هو لاحقا.

- لكي يتكلم الطفل يحتاج إلى ثلاثة أمور غاية في الأهمية، الأولى أذن صحية تتمتع بسمع سليم، عقل يعي الكلام من حوله -حسب سنّه بالطبع- والجهاز الصوتي الذي يقوم بترجمة رسائل المخ إلى صوت، وهذا الجهاز لا بد أن يكون سليما وهو يتكون من الحبال الصوتية، واللسان.. إلخ، فعليك بداية أن تطمئني لسلامة تلك الأمور، لأن لو فيها مشكلة ستؤثر على الكلام.

- الطفل في نهايات عامه الأول يهمهم وفي تمام العام الأول يتمكّن من التكلم بكلمة واضحة ويعيها، كأن يقول بابا ماما، وفي تمام العام وثلاثة أشهر تكون حصيلته تقريبا 5 كلمات وفي تمام العام وستة أشهر يتمكن من 10 - 15 كلمة ويستطيع أن يكوّن جملة من كلمتين، وفي نهاية العام الثاني تزداد الحصيلة تماما قد تصل إلى 200 كلمة، وما بين ثلاث سنوات وخمس سنوات يتحدث بانطلاق حتى نشتكي من كلامه الذي لا يتوقف.

- يوجد حالة شهيرة عند الأطفال يكون لدى الطفل فيها الحصيلة التي تتناسب مع عمره، ولا يوجد أي خلل في أذنه أو وعيه أو جهازه الصوتي، ولكنه لا يتكلم كما ينبغي -لاحظي أنها تعي أن الزجاجة هي التي تحوي الماء لتروي عطشها- فهنا يكون في حاجة إلى أن نستنطقه وهذا سيتم من خلال لعبك معها ومن خلال الطفل الذي أشرت عليك به في السابق، لأن هذا الطفل يحفّز لديها محاكاة من في عمرها أو يزيد قليلا، فيمكنك الاستعانة به من خلال إحضار صور لكائنات مثل البطة والعصفورة وتكرار اسم تلك الكائنات مرات ومرات، أو من خلال استخدام الموجود في المنزل كالكرسي، الكرة، الشباك، فتكررين عليها كثيرا وتحفزينها لتقول أسماءها ولا تنسي أن تكافئيها على كل مرة تحاول فيها بجد وتنطق الاسم، وكلما قالته بشكل غير صحيح تماما كرري عليها الاسم الصحيح.

بارك الله لك فيها ووفقك.. هيا اجتهدي وستجدين خيرا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق