الجمعة، 4 يناير 2013

حكاية جلجل

حكاية جلجل .. شاب مصري فضل بلده عن "الجرين كارد"


على الرغم من أن كثير الشباب يحاول الآن الحصول على تأشيرات هجرة للعديد من الدول الأوربية هربا من حالة اللا استقرار التى تعيشها مصر-حتى ولو بالطرق الغير شرعية- .. إلا أن محمد سيد الشهير بجلجل كان له رأي آخر.. وهو شاب مصر لديه 32 سنة وحاصل ماجستير تسويق.. وقضى 17 سنة فى الولايات المتحدة الأمريكية.. وفى الشهر الذي كان من المقرر أن يحصل فيه على الجنسية رفضها وقرر الرجوع إلى أرض الوطن لشعوره بحاجة بلده له.. نتعرف على قصة هذا الشاب الذي اختار أن يكون وطنيا بالفعل وليس بالشعارات في هذا الحوار... وكيف حصلت على فرصة السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية؟
والدى كان يعمل هناك واستطاع أن يحصل لى على تأشيرة سفر للدراسة وبمجرد دخولى أمريكا بدأت الاعتماد على نفسى، فكنت اعمل فى وظيفتين هامشيتين بجانب الدراسة لان والدى لا يملك شهادة جامعية و اى مغترب عربى لم يتعلم تعليم عالى فراتبه يكون محدود ولذلك كان على أن اعمل كى احصل على مصاريف دراستى ولذلك اول اربع سنوات مروا عليا كأنهم 4 ايام لكن الحمد لله بعد حصولى على الشهادة عملت فى وظيفة ثابتة بمرتب محترم وقدرت التقط أنفاسى .

هل السفر لأمريكا كان حلم بالنسبة لك؟
إطلاقا لأنى سافرت بعد الثانوية العامة مباشرة وبالتالى كنت صغير السن ولم اعرف شىء عن الحلم الامريكى بعد .

هل عانيت من مشاكل عنصرية مثلما يتعرض العرب لها هناك؟
بمجرد أن أنهيت دراستى الجامعية وحصلت على وظيفة ثابتة بدأت اشعر بآدميتى فإذا كنت أريد أن استخرج رخصة لن ادفع رشوة،  وعندما اعمل فى وظيفة أترقى فيها بمجهودى وليس بعلاقاتى، فبصراحة أنا لم أتعرض لاى مشاكل عنصرية فكنت اسمع عنها كما تسمعون انتم عنها ولكن هذا لا يعنى ان امريكا لا يوجد بها اضطهاد او عنصرية، فقبل اوباما كان المواطن الامريكى الأسود يصل لمرحلة معينة لا يتخطها وكل المدرين أشخاص ذو بشرة بيضاء.

  وإذا كانت الحياة هكذا لماذا قررت الرجوع إلى مصر؟
أنا بالفعل لم أتوقع ابدآ أن يأتى فى بالى فكرة الرجوع الى مصر ابدا ولكن منذ عام 2006 بدأت انخرط فى العمل التطوعى هناك، وبدأت أفضل ان يكون اصدقائى مصريين أو عرب أكثر من الأمريكان والسبب وراء هذا التغيير انى تحولت من مجرد مغترب يبحث عن قوته شهر بشهر الى شخص مرتاح ماديا وبالتالى أصبح لدى وقت اضافى ينفع غيره .

وكيف كانت رحلتك مع الجنسية الأمريكية؟
أنا حاليا معى H1B وهى تأشيرة عمل سارية من المفترض إنها تتحول تلقائيا الى جرين كارد ثم الجنسية الأمريكية ولكنى قررت ان أعود إلى وطنى فى الشهر الذى من المفترض أن احصل فيه على الجرين كارد بعد 17 سنة هناك لانى اكتشفت أن تركيزى لم يكن على جنسية أكثر منه بحث عن الذات التى الحمد لله وجدتها فلو كانت الجنسية تهمنى كنت اقدر أتزوج هناك واحصل على الجنسية ولكنى فضلت أن أسير فى الطرق المشروعة.

  ومتى قررت الرجوع إلى مصر نهائيا؟
بصراحة قبل عام 2009 لو كنت سئلت ممكن ترجع مصر نهائيا كانت اجابتى ستكون بالنفى المقطع بل بالعكس كنت مقرر اعيش واستقر وأتزوج هناك وذلك لانى شعرت بنفسى هناك وطلعت السلم هناك من غير ما حد يسألنى انت من وابن من ؟ ولكن عندما اتيحت لى الفرصة ان ارجع بلدى واعمل فى وظيفة جيدة تعمل بالأسلوب الامريكى المنظم فأخذت الخطوة من غير تردد .

  ولكن ما هو السبب الذى دفعك الى اتخاذ هذا القرار المصيرى؟
بصراحة زهقت من الغربة وانى بعيد عن اهلى وشعرت انى الحمد لله قطعت شوط كويس فى مستقبلى استطعت ان ابنى سيرة ذاتية جيدة تمكنى ان اعمل فى وظائف محترمة هنا فى بلدى فما الداعى أذن من الغربة ؟ ولهذا أردت أن أعود إلى وطنى وأكون جزء من التغيير.

  وما هى خططك لتكون جزء من التغيير فى مصر؟
لابد ان نعلم جيدا ان الاقتصاد هو اساس اى دولة متقدمة طبعا حلو إننا نقوم بأعمال تطوعية وخيرية وهذه الأعمال كثرت فى مصر من بعد الثورة ولذلك أنا قررت ان أساهم فى إنعاش اقتصاد مصر من خلال خبرتى التى اكتسبتها فى أكثر دول العالم المنتعشة اقتصاديا فهذه الخطوة هى طريقة غير مباشرة فى التغيير ولو غيرى عمل هذا مصر ستقف على رجلها فى وقت قليل .

  وهل تعلم انك أتيت فى أصعب الأوقات التى تعيشها مصر فى تاريخها؟
اعلم ذلك جيدا ولكنى متفائل ومتأكد ان الدنيا ستتغير بمجرد أن ينتعش الاقتصاد سيبدأ الإنسان المصرى فى التفكير فى الغير و التقدم بالمجتمع ككل لكن طول ما الدنيا زحمة والمعيشة غالية كل واحد تفكيره سينصب على نفسه فقط فالمجتمع الامركيى هو بالفعل متقدم ولكن الشعب الامريكى لم يكن افضل من الشعب المصرى فى شىء كما هو مشاع فالعالم كله رأى اصل الشعب المصرى اثناء ثورة يناير وايضا العالم كله رأى ماذا فعل الامريكان فى بعضهم أثناء إعصار كاترينا فى 2005 ومن هذا نستنتج أن ليس كل الامريكان جيدين وكل المصريين سيئين .

  وأنت كشاب مصرى كيف كنت ترى تدويل بعض المصريين لقضاياهم كالأقباط والنوبيين؟
قضية الأقباط هي مصريه بحته ولازم تتحل من داخل مصر وليس من الخارج فانا قابلت فى أمريكا أقباط ولكنهم متعصبين زيادة عن اللزوم فهم مقتنعين أن كل ما هو مسلم هو ارهابى لدرجة أنى مرة كنت اجلس فى مقهى وفوجئت بسيدة أتت إلى وأخذت تحدثنى عن المسيح لمجرد أنى أضع امامى كتاب عربى واكتشفت انها قبطية مصرية فهؤلاء المتعصبين هم ما يثيروا الفوضى والغوغاء لكن غير ذلك هم اشخاص عاديين فانا اشتغلت فى أعمال تطوعية مع فرقة"انا مصرى" التى بها العديد من المسيحيين العاقلين.
اما بالنسبة للنوبيين أغلبهم غير قادر على التفريق بين المطالبة بالحق كمواطنين مصريين شرفاء وبين الخوف بالاتهام بالمطالبة بالانفصال فالقضية النوبية مختلفة تماما عن القضية القبطية لإن فيه كثير من الأقباط مسيسين يطالبون بحقوق الأقباط الشرعية من رأيي بطريقة غير شرعية وهي التشويه لكل المصريين غير الأقباط بدون تفرقة من خلال الإعلام لكن أنا لم أصادف أصوات نوبية امثال هؤلاء مع العلم ان هناك نوبيين من السودان سياسيين جدا عكس النوبيين المصريين , فنحن كشاب مصرى يعيش فى امريكا نعلم جيدا إن الأغلبية العظمي من الشعب المصري مازال مهمش الإنسان المصري الفقير، الصعيدي، الفلاح، الساكن في العشوائيات، كلهم مهمشين، المهم هو العمل الجاد ويستحسن ان يكون هذا العمل بعيدا عن السياسة.

  هل من الممكن ان تفكر في السفر مرة أخرى؟
 زيارة ممكن لكن من الصعب جدا إني أقرر اني اعيش بعيد عن أهلي مرة أخرى، فالعمر يجرى بسرعة وأنا من الأخر لا ارى للسفر اى لازمة طالما اني عندي شغل كويس في بلدي .

  بماذا تنصح الشباب المصريين المهاجرين بالخارج ويريدون الرجوع لأرض الوطن لكنهم مترددين فى إتخاذ القرار؟
كل إنسان مختلف عن الآخر لكن عموما أنا شخصيا أخذت القرار عندما تأكدت اننى سأجد شغل مناسب لأن عندي مسئوليات واهلى ملزمين مني ,فرسالتى لكل شباب مصري: لو عندك شهادة ستحصل على عمل في مصر بسهولة فهناك أشغال كثيرة في مصر خصوصا لو عندكم خبرات من الخارج مصر فعلا محتاجة خبرات من الداخل والخارج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق