عايزة أتجوز..!!
منذ فترة قريبة, ظهرت طرفة جديدة على ( الفيس بوك)
تقول: ( صديقتك ليست من تقف بجوارك, ولا من تحبك, وتحترمك وتحافظ عليكِ, أو
تقف بجانبك وقت الأزمات, ولكن صديقتك الحقيقية هي:
.
.
.
.
.
من تخطبك لأخوها..!!!!).
أذكر أني ضحكت وقتها كثيراً كطرفة, ولم أتصور أن تكون سائدة بالفعل..
حكت إحداهن ذات مرة عن جلوسها مع فتيات, كانت نتحدث عن إخوتها وكيف تتعامل
معهم, خاصة الأولاد ذوو الطبيعة المتسلطة, فكانت تحدثهم عن أحد أخوتها
وكيف تتعامل معه هي وأسرتها, ( لم تحدد اسمه أو سنه) والذي لا يحب المناقشة
وهو غاضب, ويصر على رأيه, لتجد إحداهن تقول: ( أنا مش باعرف أرد على حد
لما يكون معصب أو مصمم على رأيه, باستناه لما يهدأ)..!!
وتتحدث
مرة أخرى عن الأطعمة المفضلة لها, حيث أنها –هي وأخوتها- جميعاً يحبون
الطعام الحار, فتقول بدون قصد: أخي فقط هو من لا يحب الفلفل الحار, لتجدمن
ترد عليها: ( وأنا كمان, مش لذيذ أصلاً..!!), رغم أنها كانت ترى هذا النوع
الطعام جيد ويمكن أن تحبه بسهولة.
وما زاد الطين بلة, قصة قرأتها
لإحدى معارفي حيث ذهبت يوماً لمناسبة في منطقة بعيدة و في وقت متأخر,
وكانت مضطرة للذهاب ولم يكن من الممكن الذهاب وحدها, فذهبت مع أخيها الذي
يصغرها, ووجدت بعض زميلاتها هناك, فشاهدوها معه, فلما ذهبت للسلام عليهن
قالت إحداهن: ( مين الواد الحليوة اللي قاعد معاكي ده)؟ أجابتها: ( ده
أخويا الصغير), فرحت بعد سماع هذه الكلمة, لكنها -صديقتي- استطردت: ( أصغر
مني بكام سنة ), فنظرت نظرة اشمئزاز وقالت: ( كام سنة؟؟ امشي من هنا
يابنت)..!!! ونظرة خيبة الأمل تكسوها, لتجدها بعد فترة تنظر وتفكر: ( ربما
تقلب الأمور في رأسها: أصغر أصغر, هو حد لاقي)؟؟!!
وقد حكت لي
إحدى صديقاتي ذات مرة عن أخيها الذي لم يسلم من زميلاتها كلما ظهرت نتيجة
امتحانات يتصلن ليسألن: ( عملتي إيه؟ وفلان عمل ايه؟؟ نجح؟؟ طب جاب كام؟؟
طلع من الأوائل؟..!) لتفقد صوابها ذات مرة وتقول: ( لما واحدة فيكوا تتخطب
له تبقى تسأل عنه كده)..
ولكني رغم ذلك, لا أضع اللوم عليهن فقط,
فالمسلسلات المتخلفة -التي تربي لدى الفتيات فكرة الزواج بأي طريقة وتجعلها
هدف ما بعده هدف, وغاية تبرر الوسيلة إليها- جعلت ثقافة الزواج راسخة
وفرحة لا تعدلها فرحة أو تميز في الحياة.
وكذلك اللوم على الأسرة,
التي لم تتعظ من القصص الفاشلة للزواج حتى يقتنعوا أن الزواج ليس (
أَمَـلَـة) حتى يسعون له بكل طاقاتهم وممتلكاتهم, فتبدأ منذ نعومة أظفار
بناتها بشراء جهازها, وكلما فرحت بأي مبلغ من المال: ( عيدية, أو مكافأة,
أو مصروف زائد): تسمع العبارة: ( هاتي بيه حاجة لجهازك)..! لتشب الفتاة لا
هم لها سوى تحقيق هذه الأمنية.
واللوم أيضاً على الفتيات
المخطوبات, والتي تجيء الواحدة منهن بـ ( دبلة الخطوبة) لِـتُـشْـعِرَ من
حولها أنها أول وآخر فتاة قد خُطبت..! وأغلب أحاديثها –إن لم تكن كلها- عن
خطيبها وكلامه معها, ومواقفه, ويوم العزومة, ويوم الخطوبة, ويم شراء
الدبلة, ورد فعل الأم والحماة, ورقته وحبه لها, ومشاعرها حين يحدثها,, وفي
المقابل لا تحدث عن مشاكل بينهم مطلقاً –بحجة (ألا تشمت فيها الأعادي)-
لتصور لمن حولها أنها تعيش في جنة لا نهاية لها, وترسم لديهن صورة خيالية
عن الخطوبة والزواج والعلاقة بأهل الخاطب, لتجد الباقيات يحلمن بيوم كهذا,
ولديهن استعداد لفعل أي شيء للوصول لهذه الصورة الوهمية المرسومة.
هه,, أتمنى بعد هذا أن أجد من يحادث الفتيات – وتكون له كلمة مسموعة-
ليخبرهن ان الزواج والخطبة رزق بحت لا يد للفتاة فيه مطلقاً, وما كتب لها
سيأتيها مهما كانت الظروف, لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " إِنَّ
الرِّزْقَ لَيَطْلُبُ الْعَبْدَ كَمَا يَطْلُبُهُ أَجَلُهُ ", وأن الله
خلقها لعبادته ووضع لها هدفاً واضحاً وهو الجنة, وأن عليها السعي لذلك وليس
السعي للزواج كأنه هدفها النهائي والذي خلقت لأجله, وأملي بالله كبير في
المستقبل أن ينتشر هذا الوعي.
زهرة الإبداع: هاجر محمود: